Sunday, December 27, 2009

ِفي أمْكِنَتِهِ/ وَرْدَة ٌ إلى الإله

(ما يُخْزِقُك؟)؛
أوْمَأ لِي مَيِّت ٌ مُنذُ مَا يَكفي مِن الأعمار.
قُلتُ:
لا شَيء
خَلا أنِّي أصرُخُ بِدَستَةِ حَنَاجِر،
والعالمُ بِكَاملِ آلهته:
أخرس.
لاجئةٌ أصابِعِي لِغيٍّ فِي غَيِّهَا،
والأوطانُ
وُجُوهُهم ــ وحدها ــ ساهمة.
غَشَيَانَاتٌ
حَنَاظِلٌ مَرويةٌ
ونَازِحةٌ
مِن طَاعُونِ حَوجَتِي.
لاجئةٌ فِكْرَتِي
الفقيرة؛ عن غِناءِ المُعْتَازِين
خَلْفَما
حُدُود
عَوَزي.
سَألْتُهم: غَنُّوْنِي
حَتَّمَا أبتَلّ، غَنُّوْنِي
أجُفُّ، أجُفُّ
أنا المَحَارةُ
والبَحرُ يَحْرَدَنِي،
غَنُّوْنِي
أنْمُو دَاليةً فِي نَجَاسةِ الوقت
جَمْرا يَتَنَاسَلُ
فِي مخيِّلةِ الرَّماد،
وظَنِّي يَمَامَاتٌ صَاغَها بَحرٌ لَفَظَ المَحَارةَ؛
مُضَارِع ٌ وحيد.
أنْزَهِقُ
بِبطءٍ
سَعفات ٍ مُدَانةٍ،
ولا أفْتَقِدُ فِي العَتَامِ
طمأنينة ً مَيِّتة.
غَنُّوْنِي، كَوْنِي اسمُ المِزْمَار ــ نَاضِجةٌ سَلَالِمُه
والنُّطقُ أعرج.
أكنُسُ النَّدمَ ــ بَرَاعِمَ السِّيرةِ،
(مَجْلَبَاتِ الرُّعَاةِ حِينَ المُضَاهَاةُ تَفْلِتُ بَينَ عَتَهِ البِنْتِ والمدينة)،
أجَلِّدُ رُكَامَ مَاتَعَثّْرتُه أثنائي ــ أجُرُّنِي فِي حَنَقِ البَصِيرةِ
والتَّذَكُّر: كَاملَ مَا أضِعْتُه.
غَنُّوا لِهَذا المَجِيدَ؛
فَرَحِي التَّائب مُحْتَقِناً فِي كُهُولةٍ،
إذْ ما شئتُ مِن زِيْنَتِي
إلا غَضَبِي عَلَيَ.
غَنُّوا مَوْاتَكُم
لِتَنْجُو بَيني قِلةُ أطْمَاع ٍ مُمكنة.
لكن ـ وكَأنَّما لايَهُم،
أدْخُلُ حُدُودي لأرْضِعَ نَسْلِي مِن نِفَاقِ الأرض؛
(الفَحْل ـ المُكتنز).
نَسْلِي مِن عُسرِ هَضمِ الفَضِيلة
سُودٌ/ لِئامٌ/ جَوْعَى.
تَنْبُتُ فِي أفْوَاهِهِم أثْدَائي،
أفواهِ أكوام ٍ غَثَّةٍ،
تَتَدَلَّى مِن ثَوبِ الأم ــ ثَوْبِيَ الوحيد،
كُرُاتُ حَنانٍ سالمة،
طَيَّاتُها حَلِيبٌ أصفرٌ ــ بَائت،
وإذْ تَجُفُّ أثْدَائي،
أعْصِرُنِي ــ أعْصِرُها، (تَنْفَجِرُ. يَتَقَاسَمُونَ لَذَاعةَ دَمِي).
ولاحَرَج ياربي سِوى أنَّكَ تُشَاهِد.
تَنْزَعُ الشَّفَقَةَ مِن أظَافِرِ اللَّيل
تُسَرِّجني بالرَّماد، ولا مَنْ يَخَافُ عَلَيَّ.
أنامُ في سَوْءةِ الظَّهِيرةِ
فِي نُبُوءةِ الجُّرُوح/ فِي مِلُوحةِ المِيْقَات.
وأسْتَفِيقُ أذْرُعَا ً للنَّدمِ،
خَفَّاشاً يَنَامُ فِي نُعَاسِ الآخرين.
اسْتَدِرْ.
تَتَحَشْرَجُنِي وُحُوش ٌ صَغِيرةٌ فِي مُبْتَدأ الكلام.
اسْتَدِرْ.
سَأدَّعِي أنَّكَ لاتَرَانِي،
لأدْعُوكَ ــ فِي مَغَبَّةِ مَا أنا كائنَ ضَغَائِنِهِ ــ أنْ تَرَانِي،
أدْعُوكَ سِرَّاً ــ أنْ تَبْدُو جَمِيْلاً
فِي صَبَاح، أيِّ صَبَاح.
تَأخُذُ الشَّايَ بالحَبَّهَانِ عَلَى مَوَائِدِ مَنْ أخَذْتهم
(قَهْوَتُهم المُرَّةُ تَنِزُّ حقولَ قِمْصَانِهم)،
هَاكَ فِنْجَاناً لايَضُرُّ
بِرَيْحَانِ مَفَارِقِهِم، زَنْجَبِيلِ رُعُونَتِهِم، قُرُنْفُلِ نَقَائِصِهِم، رِئاتِهِم بَاذِخَةِ الزَّفير،
كَائنَاتِ لَيْلِهِم الخفيفة.
أنتَ الضَّخْمُ؛ حَرِيٌّ بأُلُوْهَتِكَ ــ تَهَوُّرِي،
فَاتِنَاً حِينَ أنا لستُ مَهَمَّتك البَائسَة،
حِينَ
لاتَقْضُمُنِي رَجَاءاتِي؛
تَفُورُ وتَنْضَب،
تَتَوَسَّلُ عَرَائشَاً لاتَتَعَرَّفُ خُسْرَانَاتِي،
لا أنا/ لا أثَرِي
لا فُرْصَتِي فِي غَيْهَبِ قَسْوَتِكَ،
ولا خَانَتِي فِي جَحِيْمك.
هَاكَ ذِكْرَيَاتَاً أهْلَكَنِي تَرَبُّصُها،
الفَانِيَاتُ مِنِّي ـ هَاكَها،
لا أفْطِنُهَا/ كَوْنَكَ رَبّي ــ رَبُّها
وتَعْرَف.
( أتَغَشَّاكَ وأتَنَاسَانِي فِي وَحْشَةِ الفَرَاغَات، أزَّيِنُكَ بالأغْنَيَاتِ وأنْمَحِي فِي وُعُورةِ القَبِيلة، إهانة/ إهانة. أقَلِّدُكَ رِئَتَيَّ وأخْتَنِقُ فِي عَكَارِ كَائنَاتِكَ، أتَحَرَّقُكَ وأهْمِلُنِي فِي رُطُوبةِ الهجر أرَتِّبُكَ فِي حِصَصِ الشَّجر، وأنْهَبُنِي فِي فَوضى المَطَبَّاتِ والشَّائعَة، أتَرَقَّبُ بَرِيدَكَ صَبَاحا ً فَصَبَاح كُلَّمَا فَرَج ٌ بَعِيدٌ تُحْرِجُهُ فِي الألَم).
يَا رَبّ
لَكَ طُيُوْرُكَ؛ مَدَاهَا المَشْرُوخُ بِنِدَاءِ الوَلِيْفِ، هِجْرَاتُها إلي مُكَافَآتِكَ الخَافِية، عُذُوبَتُها، تَسَابِيْحَها، أوْرَادُ مَسْكَنَتِها، ومَاتَظُنُّه، ولِيْ احْتِضَارُهَا هَوْنَا ًفِي خِيَامِي، جِنَاحَاتُها قَرَحٌ يَرْكُنُ إلَيْ، يدرأُ أَرَاجِيفَها بِسَوَائِلِي.
لَكَ الخَلائِقُ ــ مَحَبَّاتُهم وذُعْرُهم ــ أجمعين، ولِيْ لمَعَان ٌ عَابِرٌ فِي مَلائكةٍ مُتَشَائمة، تَتَغَاضَاهُم أبدا ً
لَعْنَاتكَ؛ (مَنْ أحَبُّوْنِي بِنِصْفِ مَا أضْمَرُوا، مَنْ طَوَّقُوْنِي بِمِحْنَتِي وطَيَّبُوا نَشِيْجِي، مَنْ غَيَّبُوْنِي بِكُهُوف ٍ لاتَعْرِفُ مَوَاهِبَ يَأسِي وتَنَاوَبُوْنِي، مَنْ بَاعُوْنِي الرَّحمةَ مُتَّسِخَةً وحَاوَلَونِي مَنْ تَبَصَّرُوا بَعْدِي مَخَارِجَا ًوأغْلَقونِي).
مَفَاتِيح ٌ هَيِّنةٌ كالسَّكِِينَةِ هَوَتْ عَلى دِيْبَاج ٍ لا يُطَال.
ايْنَمَا يَاربّ لِلنَكْبَاتِ بطُون.
ايْنَمَا سِرَاجٌ، تَتَلِفُ يَد ٌ تَشُدُّ عَلى السِّرَاج.
ايْنَمَا ... لِيْ طَهَارة ٌ مُغْتَابَةٌ، لا تَتَوَطَّنُ عَلى شُحُوبِى.
ايْنَمَا... ظِلُّ وجْهك ولاوجه.
ايْنَمَا...جَسَارَة ٌ تَهْتَرِيءُ وأخْضَِري يَتَنَبَّأ؛ بُنِيٌّ يَلِيقُ بِأزْمِنَتِي يَتَفَجَّعُ ويَعْرِف.
ايْنَمَا لَوْن ٌ لا أقْصُدُه، يَشِيْ بِنَوَايَاكَ لَوْنٌ يَتَقَصَّد. ياجِهَاتُك سِهامٌ عَلَيَّ،
ياجِهَاتِي نَوَازِلٌ تَنِيْخُ فِي كَفَافِي، تَسْتَحِي وتَتَجَمَّلُ أضْمِرُها ضِمَاداً وأُعْلِنُها حَقل.
ياجِهَاتُهم أجراسٌ هائلة وكائني أذْنٌ مَحْضَة.
يا لَلجِهَات، خَناَصِرٌ فِي شَبَكِيَّةِ الصَّبر، جُذُورٌ فِي العَمَى ومِحْرَقة.
وغَارِق ٌ غَارِقٌ فِي الدّيُونِ وعدُك.
أفَاتَكَ أنْ تُلَوِّحَ لِجَسَارَتِي بـ (ربما) ؟.
أشْعِلُ المَاءَ أتَزَمَّلُ باسْتِحَالاتي، وأنتَ سَجَايَاكَ تَعْبُرُ سَجَايَاكَ سَجَايَاك
أدْعُوكَ لتُحَدِّقَ ـ مَجَّاناًـ فِي مَيادينِ حُنُوِّي، اشْتِهَاءاتِ وَرْدَاتِي النَّاعسةِ عَلى نَحْلاتٍٍ مُحَنَّطةٍ، فَجْواتٍ مُحْتَدِمةٍ/ ظلالٍ مُضَعْضَعَة/ طَواحِينٍ هَامِدةٍ ـ (والهواءُ مَعْدنُك)، كُرْبَاتٍ تَتَمَظْهَرُ/ سَتائرِ وَيلٍ هَازِلة/ بُيُوتٍ خَلَتْ فَتَنَمَّرت، أسماءِ جُحُوْدِي/ مِدْياتِ ابَان عَصَبِي، مَجَامِرٍ مَجْبُولةٍ عَلَيَّ؛ (حَياةٌ بِكُثْبَانِ مَآزِقِها الذَّهَبِيَّة تَحْجُلُ عَلَى خَسَاسَةِ المَحْك).


عَصيرُ الهَلاكِ، سُبحانك، يَسِيلُ مِن أيامٍ ماتَسَلَّقْتُها صَكَّت عَدْلَها فِي رَجَائِي، أيَّامُكَ تَعْتَسِفُ وتُقْذِع.
كانت أكْوَانٌ عَلَى وَشَكِ ضَيَاعَها، تَنْحَنِي تَأَدُّبَاً لِتَهَيْؤُّآتِي فَرَاسِخٌ إلى بُيُوتٍ إنْتَوَيْتُها، فَرَكْتُ حُمَّاها بِاللَّيْمُونِ والزَّيت، رَبَّتُ عَلى كَتِفَيْهَا الخَدِرَينِ ولِي فِيْهَا حَرَائِق ٌ نَاعِمةٌ وفَرَاغٌ حَذِر، طَيِّبة،ٌ طَيِّبةٌ الرِّيَاحُ غَبَّرت غُرْبَتِي بِطَنين، وفِي فَمِ الطَّيرِ تَفَجَّعَت بِلادٌ لا وَقْتَ لَدَيْها لِتَعْتَنِي بِغيرِ أهْوَالها؛ تَشَرَّدَ اهْلُها ـ أهلي ـ قُرُوناً فِي ألوانِ سِيْقَانِهم، بلادى؛ سبحانك، حُسْنُ ظَنّها سَهْوِي، وكَفَالاتُها تُقَربنُنِِي إليك.
أدْعُوكَ جَهْرَاً:
O لا تَقْرَب مَسْكَنَتِي؛ عَمْيَاءَ وبِلا أعْذَار؛ (انْغِرَاسُ سَبعِينَ شَوْكَةٍ بِأجْفَانِ أمُّهَاتٍ يَبْكِينَ شَيئاً واضِحاً لا يُرَى).
O تَرَاخِيصُ حُزْنِي مَثْقُوبةُ الصَّلاحِية؛ (عَرَّجْتُ لأعْرِفَ ما يُجَدِّدُ لِلدُّمُوعِ مِلحَ غُبْنَها).
O إشاراتُ الغَرِيزةِ المُتَكَوِّمة عَلَى شَرَاشِفِ المُبْاغَتَة؛ (عَجُولَةٌ، الشَّرَاشِفُ أكَلَتْ سِيْقَانَها كَيْدَ أحِبَّاءٍ تَأخَّرُوا فِي النِّسْيَانِ،تَمَاطَلَت ْرَغَائبَهُم فِي أسِرَّةِ الموت).
O فُكَاهَاتُ طُيُورٍ جمََََّة، أدْرَكَتْ بِشَفَقَةِ رِيْشَها مَا انْكَشَفَ مِنْ مُؤخِّرَتِي فِي حَصَادِ الألْفَة، كُنْتُ انْحَنَيْتُ أجْمَعُنِي سِلالَ عُسْرٍ مِنْ بَسَاتِيْنِهم ــ (والعَامُ عَامُ جَدْب).
O أسْطُرٌ مُتَأنِّيةٌ نَزَفْتُهَا فِي بيَاَض ٍ حَصَّّنَتْهُ تَشْرِيعَاتُ قُلُوبٍ سَمِيْنَةٍ، تَصَلَّبَتْ عَافِيَتُها فِي أسْوَاقِ مَشِيْئتِك (والكُلُّ فِي بَاْزَارِ الجَّمَالِ ـ لِلبَوَار).
O مَجَاهِيل ٌ حَاذِقَةٌ تَنْزَعُ عَنْ بُؤْبُؤي الصَّغِيرــ عَيْنَاً عَلَيَّ، لأُضِيعَ مِنْ وَجْهِكَ كُلَّمَا صَلاة.
لَكِنِّي أُصَلِّي ــ كَأنَّمَا لايَهُمّ، أرْكُنُ وأَلْتَجِيءُ، أتْلُوكَ مَحَبَّة ً خَالِصة.
أسْألُكَ بَابَا ً يَضِيقُ عَلى هَاجِسِي، أسْألُكَ مداعيا ًً تَكْفِي لِهَدِيْل، أسْألُكَ مَسَارِبَا ً لا يَذْدَرِيْهَا عُسْرُ مُفْتَرَقِي،
أسْألُكَ فِي زِحَامِ أسْئلَتِي؛ هِسْتِيريا نَفَاذِي؛ انْ تَنْضُوْنِي عَنْكَ،أسْألُكَ ...
وأنْتَفِخُ دَهْرَاً فِي انْصِرَافِكَ
قِبْلَتِي مُفَكَّكَة وسَجْدَتِي يَائسة.
أُصَلِّي، فَاقَة ٌ إليك ــ وَجْهِي
انَاشِيْدِي: خُوَارُها شِعَابٌ فَاضِلة
تَتَعَجَّلُك ــ لَعَلَّك ــ وتَتَخَثَّرُ فِي تِيْهِ
مَعَاجِمِكَ.
لَكَ صَلاتِي ــ جُلِّ مَا خَابَ مِنْ خِصْبِ الوَرْدَة،
لَكَ الوَرْدةُ ــ عَدَدَ صَلاتِي إلى صَمْتِك العَظِيم.

4 comments:

  1. دومتى زخرا لقرائك ومزيدا من التقدم

    عبدون

    ReplyDelete
  2. أفكار جديدة صور مختلفة تشكل أحاسيس متشابهة .. مفردة قوية في ظاهرها .. مرنة و جريئة في عمقها..سودانية الظلال .. لا هوية الملامح .. دمت هكذا و دام دمك الذي يضج إبداعا

    ReplyDelete
  3. في البداية تسلقت كلماتك بصعوبة
    ثم وجدت نفسي أنساب بين حروفك بكل سهولة و عرفت
    معنى الاصالة ثم تذوقت الحلاوة

    طارق

    ReplyDelete
  4. ان تقف اللغة معلنة نفسها هكذا انتقائيه تجعل للإستثناء استثناء استيلاد الكلام ,,, وتفريخ مفردات جديده كل الجدة تجعل الانبهار اقل ما يمكن وصفه ,,,, وكان مختلبآ لعيني جدآ لا نهائية التصور والتصوير واكتشاف وجه التقارب بين الأضداد بشكل ما ...سارا
    هاهي احدي مسيرات التسرب
    A. Musa

    ReplyDelete